نوقشت في جامعة تكريت اطروحة دكتوراه للطالبة أسماء عبد الكريم إبراهيم، الموسومة (التطورات الداخلية في الاتحاد السوفيتي (1939 – 1945)).إن لدراسة موضوع تاريخ الاتحاد السوفيتي في سنوات الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) أهمية بالغة، وكبيرة لما يحمله من أحداث جسام، غيرت العديد من المفاهيم السياسية التي كانت سائدة في سنوات ما بين الحربين (1939 – 1919)، فهي تعد من الدراسات التكميلية التي بدأها العديد من الباحثين لفهم ودراسة تاريخ الاتحاد السوفيتي، إذ حاولت الدراسة تسليط الضوء لفهم التداخل الكبير الذي صاحب قيام الاتحاد السوفيتي، وطريقة ادارته، لاسيما تزامنه مع سنوات الحرب.ويكتسب موضوع الاطروحة أهميته من المرحلة التاريخية التي يتناولها، فهو يعد انعطافة تاريخية حاسمة في تاريخ الاتحاد السوفيتي، وكذلك دور ستالين كقائد سياسي على مستوى العالم، لاسيما التغير الكبير الذي حدث بقيام سياسة القطبين، والانتقال الى الحرب الباردة، لذلك لابد لأي باحث أن يحاول فهم دور الاتحاد السوفيتي في سنوات ما بعد الحرب، من العودة الى هذ الدراسة التي ستجاوب على العيد من التساؤلات.ولقد توصلت الاطروحة إلى عدد من النتائج اهمها انه كان من نتائج قيام الاتحاد السوفيتي احتياجه لنوع خاص من الحكم سواء بالطريقة السياسية لإدارته أو الاقتصادية، إذ إن التنوع الاثني والقومي الذي تكون في داخله تطلب ايجاد قدرة سياسية متمكنة بصورة تجعله يواجه باقي الدول الكبرى ذات التاريخ العريق والممتد بجذوره الى قرون عديدة. يعد دستور عام 1936 نقطة تحول كبيرة في الحياة العامة للاتحاد السوفيتي، إذ خول معظم إدارة البلاد بيد الحزب الشيوعي، وأصبح بشكل رسمي وقانوني الجهة القيادية الوحيدة في البلاد، وعلى الرغم من عدم تطبيق العديد من بنوده أو ابقائها على الورق فقط، إلا أن ذلك الأمر بحد ذاته كان انتقاله كبرى وضحت العديد من معالم الحياة داخل البلاد، كما بينت مسار عمل الحكومة وطريقة تفكيرها بإدارة البلاد. بينت حركة التطهيرات ومحاكمات موسكو مسارات عديدة هدفت للوصول الى أكثر من غاية، كان في مقدمتها ابعاد خصوم ستالين وارهباهم، أما الثانية فكانت رسالة لكل المنضوين تحت كنف الاتحاد ان الوقت قد حان لإعلان السيطرة المركزية وتنفيذ اوامر المركز من دون نقاش، في حين هدف المسار الثالث الى بناء دولة بوليسية بإحكام مطلق مستبعدة كل الخصوم او اشباه الخصوم وتفرد القائد الاوحد بالسلطة، وفي الحقيقة كان سبب أهميتها أنها طالت شخصيات مهمة في التاريخ السوفيتي وغالبيتهم ممن كانوا يديرون البلاد، وكانوا بمناصب عالية.


