نوقشت في جامعة تكريت/ كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير للطالب هيثم محمد مرشد البياتي ، الموسومة (المضامين السياسية الواردة في كتاب السعادة والإسعاد في السيرة الإنسانية لأبي الحسن النيسابوري (ت 381هـ) دراسة تاريخية.اذ يستهدف البحث الحالية الكشف عن الفيلسوف المغمور أبي الحسن بن أبي ذر محمد بن يوسف العامري النيسابوري، والذي يعد من أعلام عصره إلا أن أسمه غير معروف ومتداول في عالم اليوم، فقد حاولت الدراسة أن تزيل الضبابية عن صورة هذه الشخصية الإسلامية المهمة في التاريخ الإسلامي، وتقدم رؤية تفصيلية حول فكره الفلسفي ومضامينه السياسية التي وردت في كتابه، والتي هدفت في مُجملها إلى وضع إطارٍ عامٍ للعملية السياسية، والصفات الأخلاقية، والفسيولولجية والسيكولوجية للرؤساء والملوك، وإبراز الأصناف المختلفة للمدن وانواع المجتمعات، وتطبيق العدالة والقانون في إطار من التنسيق والتعاون بين مُختلف الأجهزة والدواوين الحكومية، وفرض الأمن، والاقتداء بالسُنن الشرعية في إدارة الدولة وحكم البلاد .
وقد توصلت الدراسة الى نتائج عديدة منها :
أن العامري النيسابوري كان يحمل رؤية سياسية واسعة ومتعددة الأبعاد، فقد تناول مواضيع متنوعة تتعلق بالحكم والعدل والمساواة والشورى والقيادة السياسية، كما قدم تحليلات متقنة لتلك المواضيع وأظهر اهتمامه بتحقيق السعادة الإنسانية من خلال السياسة بتركيزه على الربط بين الحكمة والحكم الصالح.أرتكز فكر العامري النيسابوري السياسي ومبناه الفلسفي في تصنيفه للمدن (أنواع المجتمعات) على أوصاف وأحوال أهلها، وهذا ما جاءت به الفلسفة اليونانية، أذ كانت المدينة الفاضلة محط آمال ورغبات أغلب الفلاسفة القدماء ومنهم افلاطون.كان العامري النيسابوري من دعاة التقريب بين الفلسفة والدين، فقد جمع بين العلوم الفلسفية القائمة على العقل وبين العلوم الدينية القائمة على الوحي.لم يقبل العامري النيسابوري بنظام الوراثة في أدارة الحكم، وذلك من أجل الحفاظ على حق الامة في اختيار من يمثلها، وابراز دور أهل الحل والعقد في ذلك، وابرام عقد السلطة والحكم لمن يرونه مناسباً وأهلاً لها، فقد رأى ان وراثة الرئاسة والحكم تجر معها الفساد السياسي، فتكون سبباً من أسباب مبطلات الإسعاد، وقد أبرز أهمية الشورى وضرورتها في العمل السياسي.كان لشيوخ العامري النيسابوري وتأثره بمن سبقه، الأثر في آرائه ومعرفته وتكوينه وفهمه الفلسفي، فانعكس هذا على قوة تأثيره ومكانته العلمية واهميته كمنبع للمعرفة.
