نوقشت في جامعة تكريت/ كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة الدكتوراه للطالب ريبين احمد علي، الموسومة (الخصائص الأسلوبية في مختارات محمد بن داود الأصبهاني (297 هـ) في كتابه الزهرة).اذ تناولت الدراسة الحالية مستويات النص من خلال دراسة أسلوبية إحصائية تحليلية تحاول إظهار خصائص وميزات النصوص الواردة في تلك المختارات. فقسمت الاطروحة الى ثلاثة فصول، الفصل الأول بعنوان "خصائص الأسلوبية للمستوى التركيبي" تناول الباحث من خلاله مميزات التقديم والتأخير وأسلوب الحذف وكذلك أساليب الإنشاء الطلبي بغية الكشف عن دورها الدلالي والإيقاعي إضافة إلى قدرات الشعراء التأليفية . و الفصل الثاني بعنوان " الخصائص الأسلوبية للصورة الفنية " والذي تناول خصائص التشبيه والاستعارة والكناية بأنواعها المختلفة، ودورها في إبراز المعنى وتجلية المشاعر والأحاسيس التي كانت تُبث من خلال تلك الوسائل البيانية بغية التأثير والإقناع من جهة ، ومحاولة الشعراء إظهار قدراتهم الإبداعية بوساطة تلك الأنواع البيانية من جهة ثانية . أما الفصل الثالث " الخصائص الأسلوبية للمستوى الإيقاعي" تناول فيه الباحث الوزن والقافية ، وقد بين فيه علاقة الوزن بالمعنى ، ودور الأوزان الطويلة في تجسيد المعاني وبلورتها .
وقد توصلت الاطروحة إلى نتائج عديدة منها:
١- إنّ ما يتميز به كتاب الزهرة توافق النصوص الشعرية التي أوردها المؤلف مع تسميات الأبواب ، فهو بذلك لم يحد عن منهجه الذي أقرّه على نفسه .
٢- كثرة أساليب التقديم في تلك المختارات وبجميع أنواعها ، وذاك مما يعني اهتمام وعناية الشعراء بالموضوعات التي يطرحونها من أجل لفت انتباه المتلقي إليها للإحساس بهم خاصة أنّ أغراضهم كانت مقسمة مناصفة بين الغزل وبقية الانواع الأخرى .
٣- ورد أسلوب الحذف في المختارات بشكل لافت ، لكون شعراء المختارات أردوا من خلال هذا الأسلوب حث المتلقين إلى التفكر والتأمل في معاني الألفاظ المحذوفة وبالتالي مشاركتهم في همومهم ومشاعرهم.
٤- غلب أسلوبي الاستفهام والنداء على باقي أساليب الإنشاء الطلبي من حيث الحضور ، وهذا راجع إلى اهتمام الشعراء بالمخاطب وتنبيهه للإحاطة بمشاعره والتنبه لما يقول ، كل ذلك منصب انصبابا تاما مع النص دون الشعور بنبؤ في اللفظ ولا ركاكة في التركيب ، إضافة للدور الإيقاعي الذي ينشط مع حرفا الاستفهام (أ ، وهل) وحروف النداء (يا ، أيا..) مما يكسب النص بعدين دلالي وموسيقي، يساهم في رفع الإيقاع الموسيقي للنص من خلال تردد صدى هذه الحروف في بقية أجزاء النص .


