نوقشت في جامعة تكريت/ كلية العلوم الاسلامية اطروحة دكتوراه للطالبة خولة خالد جاسم عن اطروحتها الموسومة (المطلوب الوفي شرح كنز النسفي للشيخ محمد بن سليمان الريحاوي ت 1158 هـ من بداية كتاب الكفالة الى نهاية كتاب الوكالة _ دراسة وتحقيق)تأتي أهمية هذا الموضوع من خلال النظر في أهمية الفقه في حياة المسلم، باعتباره الطريق الموصل إلى رضا الله عز وجل، ولا يمكن أنْ يكون ذلك إلا عبر الاطلاع على الكتب الفقهية وشروحاتها، فضلاً عن أهمية القسم الذي يخصني، وهو قسم الكفالة، الحوالة، القضاء، الشهادات، الوكالة، وما لها من أهمية في حياة المسلم، كما ولا يفوتنا أهمية مصنّف المتن (النسفي) وما له من آثار مهمة، وطريقة مميزة في طرح المسائل والوقوف على دقائقها، أضف إلى ذلك سلاسة ووضوح طريقة الشارح (الريحاوي) في شرح المتن ، هدفت الدراسة الى تناول كل ما يهم المسلم في معاملاته في باب الكفالة والحوالة والقضاء والشهادات والوكالة . وختمت الدراسة بأهم النتائج التي توصلت اليها الباحثة وهي كما يأتي :
1. إنّ كتاب كنز الدقائق للنسفي "رحمه الله تعالى" من الكتب المعتمدة لدى السادة الأحناف، يظهر هذا من خلال توالي الشروحات عليه، ومنها: البحر الرائق شرح كنز الدقائق، لإبن نديم المصري، والنهر الفائق شرح كنز الدقائق لسراج الدين ابن نجيم ، وقبلهما : تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق، للزيلعي، ومجرد النظر في علمية وتاريخ الأسماء اللامعة التي شرحته يمكننا أن نتبيّن مدى أهمية هذا الكتاب القيّم
2. لم يكن الريحاوي " رحمه الله تعالى" مجرد ناقل للنصوص، بل نلاحظ أنّ له وقفات جميلة جداً مع بعض المسائل، وعادة ما يقتضب في موضع الاقتضاب، ويسترسل في الكلام عندما يقتضي الأمر التوضيح.
3. يقترب منهج الشيخ الريحاوي " رحمه الله تعالى" من الطريقة الأكاديمية، فنراه في بداية الكتاب أو الباب يتجه إلى ذكر مناسبة الباب أو الكتاب لما قبله، ثم يشرع في بيان التعريف اللغوي، ويذكر أوجه ذلك في اللغة، وبعد ذلك يتجه إلى ذكر التعريف الشرعي الاصطلاحي الدقيق، ثم يبدأ بذكر المتن والشرح.
4. إعتمد الشارح كتب المتقدمين، وقد تنوعت مصادره وفق الحاجة التي تدعو لذلك، فنراه يلجأ كثيراً في التعريفات اللغوية إلى كتاب (المصباح المنير) للفيومي، ويكثر النقل عنه، بينما يلجأ في التعريفات الإصطلاحية في الغالب إلى (كتاب التعريفات للجرجاني)، فضلاً عن بعض كتب المتقدمين.
5. أكثر الكتب الفقهية التي إعتمد عليها الريحاوي في شرحه هو كتاب (البحر الرائق شرح كنز الدقائق/ ابن نجيم المصري)، وهو يأتي في المرتبة الأولى، بينما نجد (الفتاوى البزازية/ البزازي) تأتي في المرتبة الثانية، ومن بعدهم يأتي (النهر الفائق شرح كنز الدقائق/ سراج الدين ابن نجيم)، ويساويه تقريباً (تبيين الحقائق شرح كن الدقائق/ الزيلعي).
6. يلجأ الريحاوي " رحمه الله تعالى" في حسم الكثير من المسائل إلى (تبيين الحقائق/ الزيلعي)، وكأنّه يعتمد عليه في الحسم، لذا نراه يقول: (قال الشارح)، أو: (في الشرح)، وكلما وجدنا هذين القولين وجدناهما للزيلعي في تبيين الحقائق.
7. إتسم أسلوب الريحاوي في الاحتجاج بالأدلة بالإختصار والحسم، فنراه يحتج بالدليل بشكل مباشر، ويبرر بعضها إذا إقتضى الأمر.
