نوقشت في جامعة تكريت/ كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة ماجستير للطالب احمد خالد عباس الجوراني ، الموسومة (حزب التجمع الدستوري الديمقراطي ودوره في الحياة السياسية التونسية ١٩٨٨-١٩٩٤م).أن دراسة موضوع حزب التجمع الدستوري ودوره في الحياة السياسية التونسية خلال المدة التاريخية 1988-1994 من المحطات التاريخية المهمة والحيوية في تاريخ المغرب العربي وتاريخ تونس المعاصر لما شهدته تلك المدة من تغييرات كبيرة على مستوى الحزب والدولة ، فضلا عن دور الحزب الأساسي في حصول تونس على الاستقلال فهو وريث الحزب الحر الدستوري الجديد الحاصل على الاستقلال ومكرس النظام الجمهوري والدستوري التونسي ، حيث شهدت مدة دراسة موضوع البحث على المستوى الداخلي التونسي تغييرات كبيرة في سياسة الحزب والتي انعكست على سياسة الدولة بصفته الحزب الحاكم في تونس ، فرفع الحزب بقيادة زعيمه زين العابدين بن علي شعار الإصلاحات السياسية والتعددية السياسية والديمقراطية الحزبية بعد إزاحة الحبيب بورقيبة من رئاسة الحزب والدولة، كما وشهدت مدة الدراسة إصلاحات سياسية كبيرة وعديدة قام بها حزب التجمع الدستوري الديمقراطي لم يسبق وان حدثت في تونس في تاريخها الحديث والمعاصر ، كما جابه حزب التجمع الدستوري الديمقراطي خلال مدة الدراسة حركات المعارضة بشكل عنيف وقاسي متذرعا بذرائع مختلفة ، تستند الى المحافظة على النظام والقانون والسلم والمجتمعي .
وقد توصلت الدراسة الى نتائج عديدة منها :
1- انتهاج سياسة جديدة من قبل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي تختلف عن السياسة القديمة التي انتهجها في عهد الحبيب بورقيبة ، إذ اجرى تغييرات كبيرة على مستوى الحزب والدولة وفصلهما عن بعضهما.
2- كانت الاصلاحات التي ادخلها حزب التجمع الدستوري الديمقراطي في تونس هامة ومفصلية ألا انها ورغم ذلك كرست سيطرة حزب التجمع الدستوري الديمقراطي على الحياة السياسية التونسية بصورة عامة و على الدولة التونسية بصورة خاصة خدمةً لبقاء التجمع الدستوري في هرم السلطة.
3- اتخذ حزب التجمع الدستوري الديمقراطي من موجات العنف التي حصلت في تونس خلال مدة الدراسة حجة من اجل تشويه صورة معارضيه امام الرأي العام التونسي لاسيما حركة النهضة الاسلامية ، فكرس الحزب كل امكانياته الاعلامية المرئية منها والسمعية من اجل ذلك الغرض واظهرها امام العالم كأحد اهم اسباب العنف والخراب والاضطراب الامني والسياسي في الداخل التونسي.